للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧٨- خطبته وقد قدم البصرة:

وخطب لما قدم البصرة يتهدد أهل العراق ويتوعدهم فقال:

"أيها الناس: من أعياه داؤه؛ فعندي دواؤه، ومن استطال أجله؛ فعلي أن أعجله، ومن ثقل عليه رأسه، وضعت عنه ثقله، ومن استطال ماضي عمره، قصرت عليه باقيه، إن للشيطان طيفًا، وللسلطان سيفًا؛ فمن سقمت سريرتُهُ، صحت عقوبتُه، ومن وضعَه ذنبُه، رفعَه صلبُه، ومن لم تسعْهُ العافية، لم تضقْ عنه الهلكةُ، ومن سبقته بادرة فمه، سبق بدنه بسفك دمه، إني أنذر ثم لا أنظر١، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو؛ إنما أفسدكم ترنيق٢ ولاتكم، ومن استرخى لببه٣، ساء أدبه، إن الحزم والعزم سلباني سوطي٤، وأبدلاني به سيفي، فقائمه في يدي، ونجاده٥ في عنقي، وذبابه٦ قلادة لمن عصاني، والله لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد، فيخرج من الباب الذي يليه، إلا ضربت عنقه".

"نهاية الأرب ٧: ٢٤٤ صبح الأعشى ١: ٢٢٠ وسرح العيون ١٢٢".


١ أنظره: أمهله.
٢ الترنيق: الضعف في الأمر "وفي البدن والبصر أيضًا".
٣ اللبب: ما يشد في صدر الدابة ليمنع استئخار الرحل، والمراد أن الهوادة واللين تفسد أدب الرعية.
٤ هكذا في نهاية الأرب، وفي صبح الأعشى: "سكنا في وسطي" والأول أصح، أي أنه رأى من الحزم والعزم: المبالغة في استعمال الشدة والقوة في التأديب؛ فطرح السوط، واستبدل به ما هو أشد منه وهو السيف.
٥ النجاد: علاقة السيف.
٦ ذباب السيف: حده.

<<  <  ج: ص:  >  >>