للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٨٠- خطبة أخرى له في أهل الكوفة وأهل الشام:

وخطب فقال:

"يا أهل الكوفة، إن الفتنة تلقح بالنجوى١، وتنتج بالشكوى، وتحصد بالسيف؛ أما والله إن أبغضتموني لا تضروني، وإن أحببتموني لا تنفعوني، ما أنا بالمستوحش لعداوتكم، ولا المستريح إلى مودتكم، زعمتم أني ساحر، وقد قال الله تعالى: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ} . وقد أفلحت، وزعمتم أني أعلم الاسم الأكبر؛ فلم تقاتلون من يعلم ما تعلمون؟ ".

ثم التفت إلى أهل الشام فقال: "لأزواجكم أطيب من المسك، ولأبناؤكم آنس بالقلب من الولد، وما أنتم إلا كما قال أخو بني ذبيان:

إذا حاولت في أسد فجورًا ... فإني لست منك ولست مني

هم درعي التي استلأمت فيها ... إلى يوم النسار وهم مجني٢

ثم قال: "بل أنتم يا أهل الشام كما قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ثم نزل.

"شرح ابن أبي الحديد م١: ص١١٥"


١النجوى: المسارة.
٢ استلأم: لبس اللأمة، وهي الدرع، النسار: ماء لبني عامر له يوم، والمجن: الترس.

<<  <  ج: ص:  >  >>