للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤٣- خطبة أخرى له من هنا أبدأ:

ورويت له خطبة أخرى في هذا الغرض، وهاكها:

عن خالد بن صفوان قال: خطبنا يزيد بن المهلب بواسط، حمد الله، وأثنى عليه، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال:

"أيها الناس: إني أسمع قول الرعاع، قد جاء العباس، قد جاء مسلمة، قد جاء أهل الشام! وما أهل الشام إلا تسعة أسياف، منها سبعة معي، واثنان علي، وما مسلمة إلا جرادة صفراء، وأما العباس فنسطوس١ بن نسطوس، أتاكم في برابرة وصقالبة٢ وجرامقة وجراجمة٣، وأقباط وأنباط٤، وأخلاط من الناس؛ إنما أقبل إليكم الفلاحون والأوباش كأشلاء٥ اللحم، والله ما لقوا قطّ حدًّا كحدكم، ولا حديدَ كحديدكم، أعيروني سواعدكم ساعة من نهار تصفقون بها خراطيمهم٦؛ فإنما هي غدوة أو روحة، حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين".

"البيان والتبيين ١: ١٦٠، العقد الفريد ٢: ١٥٥، ومروج الذهب ٢: ١٧٧"


١ هو في العقد، ومروج الذهب بالباء، وفي البيان والتبيين بالنون، وليس من ألفاظ العربية، وأقول: هو إما علم رومي، فهو يشير إلى أصل العباس بن الوليد إذ كانت أمه رومية، أو محرف عن "نسطوري بن نسطوري" أي نصراني نسطوري من النساطرة إحدى فرق المسيحية نسبة إلى نسطوريوس صاحب المذهب، وكان أسقفا بالقسطنطينية. توفي حول سنة ٤٥٠م.
٢ البرابرة: جبل بالمغرب، والصقالبة: جيل بلادهم تتاخم بلاد الخزر "شمالي بحر الخزر، وهو بحر قزوين" أي جنوبي الروسيا.
٣ الجرامقة: قوم من العجم صاروا بالموصل في أوائل الإسلام، والجراجمة: قوم من العجم بالجزيرة، أو نبط الشام.
٤ أنباط: جمع نبط كجبل وقد تقدم.
٥ أشلاء: جمع شلو كحمل، وهو العضو وكل مسلوخ أكل منه شيء، وبقيت منه بقية.
٦ صفقه بالسيف: ضربه، والخراطيم: جمع خرطوم، وهو الأنف.
"٢٣ -جمهرة خطب العرب- ثان"

<<  <  ج: ص:  >  >>