للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٧١- أم البراء بنت صفوان ومعاوية:

استأذنت أم البراء بنت صفوان على معاوية فأذن لها؛ فدخلت عليه وعليها ثلاثة دروع١ "برود" تسحبها ذراعًا، قد لاثت٢ على رأسها كورًا كالمنسف، فسلمت وجلست، فقال لها معاوية: كيف أنت يا بنة صفوان؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: كيف حالك؟ قالت ضَعُفْتُ بعد جلد، وكسِلت بعد نشاط، قال: شتان بينك اليوم وحين تقولين:

يا زيد دونك صارمًا ذا رونق ... عضب المهزة ليس بالخوار٣

أسرج جوادك مسرعًا ومشمرًا ... للحرب غير معرد لفرار٤

أجِب الإمامَ وذبَّ تحت لوائه ... والقَ العدو بصارمٍ بتار

يا ليتني أصبحت لست قعيدة ... فأذب عنه عساكرَ الفجارِ

قالت: قد كان ذلك، ومثلك من عفا، والله تعالى يقول: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ} قال: هيهات، أما والله لو عاد لعدتِ؛ ولكنه


١ درع المرأة: قميصها "مذكر" ودرع الحديد مؤنث وقد يذكر.
٢ اللوث: عصب العمامة، والكور: لوث العمامة وإدارتها، والمنسف: ما ينفض به الحب، شيء طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع.
٣ العضب: السيف القاطع، والخوار من خار: إذا ضعف وكل.
٤ عرد تعريدًا، وعرد كسمع: هرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>