للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٧٧- حديث عرابة بن أوس بن حارثة مع معاوية:

قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة الأنصاري: بأي شيء سدت قومك يا عرابة؟ قال: أخبرك يا معاوية بأني كنت لهم كما كان حاتم لقومه، قال: وكيف كان؟ فأنشده:

وأصبحت في أمر العشيرة كلها ... كذي الحلم يرضى ما يقول ويعرف

وذاك لأني لا أعادي سراتهم ... ولا عن أخي ضرائهم أتنكف١

وإني لأعطي سائلي، ولربما ... أكلف ما لا أستطيع فَأَكْلَفُ

وإني لمذمومٌ إذا قيل: حاتم ... نبا نبوة إن الكريم يعنف

ووالله إني لأعفو عن سفيههم، وأحلم عن جاهلهم، وأسعى في حوائجهم، وأعطي سائلهم، فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن فعل أحسن من فعلي فهو أفضل مني، ومن قصر عن فعلي فأنا خير منه، فقال معاوية: لقد صدق الشماخ حيث يقول فيك:

رأيت عَرَابة الأوسي يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين

إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين

"الأمالي ١: ٢٧٧".


١ أي أمتنع منه وآنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>