للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩١- جامع المحاربي والحجاج:

شكا الحجاج سوء طاعة أهل العراق. وتنقم مذهبهم، وتسخط طريقتهم، قال له جامع المحاربي -وكان شيخًا صالحًا خطيبًا لسنًا-: "أما إنهم لو أحبوك لأطاعوك، على أنهم ما شنئوك لنسبك، ولا لبلدك، ولا لذات نفسك، دع ما يبعدهم منك، إلى ما يقربهم إليك، والتمس العافية ممن دونك، تعطها ممن فوقك، ولكن إيقاعك بعد وعيدك، ووعيدك بعد وعدك. قال الحجاج: "إني والله ما أرى أن أرد بني اللكيعة إلى طاعتي إلا بالسيف"، فقال "أيها الأمير، إن السيف إذا لاقى السيف ذهب الخيار فقال الحجاج: "الخيار يومئذ لله قال: "أجل؛ ولكن لا تدر لمن يجعله الله فغضب الحجاج وقال: "الخيار يومئذ لله قال: "أجل، ولكن لا تدري لمن يجعله الله فغضب الحجاج وقال: "يا هناه١ إنك من محارب"، فقال جامع:

وللحرب سمينًا، وكان محاربًا ... إذا ما القنا أمسى من الطعن أحمرا


١ هن: كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان؛ فإذا ناديت مذكرًا بغير التصريح باسمه قلت: يا هن أقبل، وقد تزاد ألف، والهاء في آخره في النداء خاصة، فيقال يا هناه أقبل، أي يا فلان، وهذه الهاء تصير تاء في الوصل، وتضم على تقدير أنها آخر الاسم وتكسر لاجتماع الساكنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>