للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢- استعطاف أهل الشام أبا جعفر المنصور أيضًا:

وقال عثمان بن خزيم للمنصور، حين عفا عن أهل الشأم في إجلابهم١ مع عبد الله بن علي عمه: "يا أمير المؤمنين، لقد أعطيت فشكرت وابتليت فصبرت، وقدرت فعفوت".

وقال آخر: "يا أمير المؤمنين، الانتقام عدل، والتجاوز فضل، والمتفضل قد جاوز حد المنصف، فنحن نعيذ أمير المؤمنين بالله أن يرضى لنفسه بأوكس٢ النصيبين، دون أن يبلغ أرفع الدرجتين".

وقال آخر: "من انتقم فقد شفى غيظ نفسه، وأخذ أقصى حقه، وإذا انتقمت فقد انتقصت٣، وإذا عفوت تطولت٤. ومن أخذ حقه، وشفى غيظه، لم يجب شكره، ولم يذكر في العالمين فضله. وكظم الغيظ حلم، والحلم صبر، والتشفي طرف من العجز٥، ومن رضي ألا يكون بين حاله وبين حال الظالم إلا ستر رقيق،


١ في الأصل "إجلائهم" وهو تحريف، والصواب "إجلابهم" أي في فتنتهم وهياجهم من الجلبة بالتحريك وهي الصياح.
٢ من الوكس كوعد: وهو النقصان.
٣ أي انتقص حقك بخروجنا عليك، فحق لك الانتقام منا لأخذ حقك.
٤ تطول عليه: امتن وتفضل.
٥ وفي زهر الآداب: "من الجزع".

<<  <  ج: ص:  >  >>