للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٦- وصية الحارث بن كعب لبنيه:

وأوصى الحارث بن كعب بنيه فقال:

"يا بني قد أتت علي مائة وستون سنة، ما صافحت يميني غادر، ولا قنعت لنفس بخلة١ فاجر، ولا صبوت بابنة عم ولا كنة٢، ولا بحت لصديق بسر، ولا طرحت عن مؤمسة قناعًا، ولا بقي على دين عيسى بن مريم -وروي: على دين شعيب- من العرب غيري وغير تميم بن مرة، وأسد بن خزيمة؛ فموتوا على شريعتي، واحفظوا وصيتي، وإلهمك فاتقوا، يكفكم ما أهمكم، ويصلح لكم حالكم، وإياكم ومعصيته، فيحل بكم الدمار، ويوحش منكم الديار. كونوا جميعًا ولا تفرقوا، فتكونو شيعًا، وبزوا قبل٣ أن تبزوا، فموت في عز خير من حياة في ذل وعجز، وكل ما هو كائن كائن، وكل جمع إلى تباين، والدهر ضربان، ضرب بلاء، وضرب رخاء، واليوم يومان، يوم حرة، ويوم عبرة، والناس رجلان، رجل لك، ورجل عليك، زوجوا النساء الأكفاء، وإلا فانتظروا بهن القضاء، وليكن أطيب طيبهن


١ الخلة: الصداقة المختصة الخلل فيها تكون في عفاف وفي دعارة "والخلة أيضًا الصديق للذكر والأنثى والواحدة والجميع".
٢ الكنة: امرأة الابن أو الأخ جمعه كنائن.
٣ بزه: سلبه، وفي المثل: من عزيز، أي من غلب سلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>