للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٩- وصية زهير بن جناب الكلبي:

وأوصى زهير بن جناب الكلبي١ بنيه فقال:

"يا بني: قد كبرت سني، وبلغت حرسًا٢ من دهري، فأحكمتني التجارب، والأمور تجربة واختبار، فاحفظوا عني ما أقول وعوه، إياكم والخور عند المصائب، والتواكل عند النوائب؛ فإن ذلك راعية للفهم، وشماتة للعدو، وسوء ظن بالرب، وإياكم أن تكونو بالأحداث مغترين، ولها آمنين، ومنها ساخرين؛ فإنه ما سخر قوم قط إلا ابتلوا، ولكن توقعوها؛ فإنما الإنسان في الدنيا غرض٣ تعاوره الرماة، فمقصر دونه، ومجاوز لموضعه، وواقع عن يمينه وشماله، ثم لا بد أنه مصيبه".

"أمالي السيد المرتضى ١: ١٧٣".


١ هو زهير بن جناب بن هبل الكلبي، قيل عاش مائتين وعشرين سنة، وقيل مائتين وخمسين، وقيل أربعمائة وخمسين، وكان يدعى الكاهن لصحة رأيه.
٢ الحرس من الدهر: الطويل، وحرس: كسمع عاش زمانًا طويلًا.
٣ الغرض: الهدف، وتعاوره "تتعاوره" أي تتداوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>