للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨١- خطبة يزيد بن مزيد الشيباني:

لما رضى الرشيد عن يزيد بن مَزْيد١ أذن له بالدخول عليه، فلما مَثَل بين يديه قال: "يا أمير المؤمنين، والحمد لله الذي سَهَّل لي سبيل الكرامة بلقائك، وردَّ عليَّ


١ وذلك أن الوليد بن طريف الشاري خرج في عهد الرشيد بالجزيرة، واشتدت شوكته وكثر تبعه سنة ١٧٩، فوجه إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني، فجعل يخاتله ويماكره، وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد، فأغروا به الرشيد، وقالوا: إنما يتجافى عنه للرحم "لأنه شيباني مثله" وألا فشوكة الوليد يسيرة وهو يواعده، وينتظر ما يكون من أمره، فوجه إليه الرشيد كتاب مغضب، يقول فيه: "لو وجهت بأحد الخدم لقام بأكثر مما تقوم به، ولكنك مداهن متعصب، وأمير المؤمنين يقسم بالله لئن أخرت مناجزة الوليد، ليوجهن إليك من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين "ثم حمل يزيد على الوليد فقتله وبعث برأسه إلى الرشيد، فلما انصرف يزيد بالظفر، حجب برأي البرامكة، وأظهر الرشيد السخط عليه، فقال: وحق أمير المؤمنين لأصيفن وأشتون على فرسي أو أدخل، فارتفع الخبر بذلك فأذن له فدخل، فلما رآه الرشيد ضحك وسر، وأقبل يصيح مرحبًا بالأعرابي، حتى دخل وأجلس وأكرم وعرف بلاؤه ونقاء صدره.
"راجع أخباره في الأغاني ٨: ١١، وابن خلكان ٢: ٢٨٣، والطبري ١٠: ٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>