للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٠- أبو زهمان يعظ سعيد بن مسلم

وقال سعيد بن مسلم: كنت واليا بأرمينيِّة، فَغَبَر١ أبو زَهْمَان العَلَانيّ على بابي أياما، فلما وصل إليَّ مَثَل بين يديَّ قائما بين السِّماطَينِ٢ وقال:

"والله إني لأعرف أقواما لو علموا أن سَفَّ التراب يقيم من أَوَد٣ أصلابهم لجعلوه مُسْكَةً٤ لازما فيهم، وإيثارًا للتنزه عن عيش رقيق الحواشي، أما والله إني لبعيد الوثبة، بطيء العَطْفة، إنه والله ما يثنيني عليك إلا مثلُ ما يَصْرِفني عنك ولأن أكون مقلًا مقرِّبا، أحب إليَّ من أن أكون مكثرًا مبعدا، والله ما نسأل عملًا لا نضبطه، ولا مألا إلا نحن أكثر منه، وهذا الأمر الذي صار إليك في يديك، كان في يد غيرك، فأمسوا والله حديثا، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، فتحبَّبَ إلى عباد الله بحسن البشر، ولين الجانب، فإن حُبَّ عباد الله موصول بُحِّب الله، وبغضهم موصول ببغض الله؛ لأنهم شهداء الله على خلقه، ورقباؤه على من اعوجَّ عن سبيله".

"البيان والتبيين ٢: ١٠٥".


١ مكث.
٢ السماطان من الناس: الجانبان؛ يقال: مشى بين السماطين.
٣ اعوجاج.
٤ المسكة: ما يمسك الأبدان من الغداء والشراب أو ما يتبلغ به منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>