للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١- قولهم في العتاب والاعتذار:

عاتب أعرابي أباه فقال: "يا أبت، إن عظيم حقك عليّ لا يُذْهِب صغير حقي عليك، والذي تَمُتُّ به١ إليّ، أَمُتُّ بمثله إليك، ولستُ أَزْعُم أَنَّا سَواءٌ، ولكني أقول: لا يَحِلّ لك الاعتداء".

"البيان والتبيين ٣: ٢٣١، وزهر الآداب ٣: ١٠٠".

وقال أعرابي لصديق استبطأه فَلَامَه: "كانت بي إليك زَلَّة يمنعني من ذكرها ما أمَّلْتُ من تجاوزك عنها، وليس أعتذر إليك منها إلا بالإقلاع عنها".

وقال آخر لابن عم له: "والله ما أعرف تقصيرا فَأُقْلِع، ولا ذنبًا فأَعْتِب، ولست أقول إنك كذبت، ولا إنني أذنبت". "زهر الآداب ٣، ١٦٣".

وقال آخر لابن عمّ له: "سأتخطَّى ذنبك إلى عذرك، وإن كنت من أحدهما على يقين، ومن الآخر على شكّ، ولكن لِيَتِمَّ المعروف منِّي إليك، وتقوم الحُجَّة لي عليك".

"زهر الآداب ٣: ١٦٤، والعقد الفريد ٢: ٨٥".

وعذلت أعرابية أباها في الجود وإتلاف ماله، فقالت: "حَبْسُ المال، أنفع للعيال، من بَذْلِ الوجه في السؤال، فقد قَلَّ النوال، وكثر البُخَّال، وقد أتْلَفْتَ الطارفَ والتِّلادَ، وبقيت تطلب ما في أيدي العباد، ومن لم يحفظ ما ينفعه، أوشكَ أن يسعى فيما يضرّه".

"زهر الآداب ٣: ٣٤٦".


١ تتوسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>