للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٠- أعرابي يصف مطرًا:

عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت أعرابيًّا من بني عامر بن لُؤَيِّ بن صَعْصَعَةَ يصف مطرًا فقال:

"نشأ عند القصر، بنَوْء الغَفْر١، حَبِيٍّا عارضًا، ضاحكًا وامضًا، فَكَلَا ولا٢ ما كان، حتى شَجِيت به أقطار الهواء، واحتجبت به السماء، ثم أطرق٣ فاكْفَهرَّ، وتراكم فادْلَهَمَّ، وبسق فازْلَأَمَّ، ثم حَدَتْ به الريح، فحنَّ، فالبرق مُرْتَعِج، والرعد مُتَبَوِّج٤، والخَرْج متبعِّج، فأَثْجَم ثلاثًا، متحيِّرًا هثْهَاثًا٥، أخلافه حاشِكَة، ودُفَعه متواشكة، وسَوَامُه متعاركة، ثم وَدَّع مُنْجِمًا٦، وأقلع مُتْهَمًا، محمود البلاء، مُتْرِع النِّهاء، مشكور النَّعماء، بِطَوْلِ٧ ذي الكبرياء".

"بلوغ الأرب ٣: ٢٥٤".


١ القصر: العشي، والغفر: منزل القمر، والحبي: السحاب يشرف من الأفق على الأرض، أو الذي بعضه فوق بعض.
٢ قال في اللسان: "والعرب إذا أرادوا تقليل مدة فعل أو ظهور شيء خفي قالوا: كان فعله كلا، وربما كرروا فقالوا كلا ولا، قال الشاعر: يكون نزول القوم فيها كلا ولا:"، والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه، وقد شجي به كرضي.
٣ هو من أطرقت الإبل: تبع بعضها بعضا، وادلهم: اسود.
٤ التبوج: الصياح، والخرج: السحاب أول ما ينشأ، متبعج: متشقق.
٥ الثهاث: السريع، حاشكة: كثيرة الماء، متواشكة: يسارع بعضها بعضًا، والسوام: الإبل الراعية.
٦ أنجم المطر وغيره: أقلع، ومتهمًا: أي سائر نحو تهامة، والنهاء جمع نهى بالكسر والفتح وهو القدير.
٧ أي بفضله وقدرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>