للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤- أعرابي يصف مطرا:

ودخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك فقال:

"أصابتك سماء في وجهك يا أعرابي"، قال: "نعم يا أمير المؤمنين، غير أنها سحَّاء طَحْنَاء وَطْفَاء١، كأن هَوَادِيَها الدِّلاء، مُرْجَحِنَّة النواحي، موصولة بالآكام تكاد تمسُّ هَامَ الرجال، كثير زَجَلُها٢، قاصف رعدُها، خاطف٣ برقها، حَثِيث وَدْقُها، بَطِيء مسيرها، مُثْعَنْجِرُ قطرها، مظلم نَوْؤُهَا، قد لجِئت الوحش إلى أوطانها، تبحث عن أصولها بأظلافها، متجمعة بعد شتاتها، فلولا اعتصامنا يا أمير المؤمنين


١ سحابة وطفاء: مسترخية لكثرة مائها، أو هي الدائمة السح الحثيثة، هواديها: أوائلها ومقادمها، مرجحنة: ثقيلة مهتزة.
٢ الزجل: الجلبة ورفع الصوت، مثعنجر: سائل منصب، ولجأ إليه كمنع وفرح، وأظلاف جمع ظلف بالكسر وهو للبقرة والشاة والظبي وشبهها كالقدم لنا، والقنن جمع قنة، وهي قمة الجبل.
٣ زدت هذه الكلمة كي يستقيم بها الكلام والظاهر أنها سقطت من الأصل في الطبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>