للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢- خطبة ظبيان بن حداد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم:

وفد ظبيان بن حداد في سراة مذحج على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال بعد السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثناء على الله عز وجل بما هو أهله:

"الحمد لله الذي صدع١ الأرض بالنبات، وفتق السماء بالرجع٢، ثم قال: نحن قوم من سراة مذحج من يحابر٣ بن مالك، ثم قال: فتوقلت٤ بنا القلاص من أعالى الحوف ورءوس الهضاب، يرفعها عرر٥ الربا، ويخفضها بطنان الرقاق، وتلحقها دياحي الدجى، ثم قال: وسروات الطائف كانت لبني مهلائيل بن قينان، غرسوا وديانه، وذللوا خشانه٦ ورعوا قربانه، ثم ذكر نوحًا حين خرج من السفينة بمن معه، قال فكان أكثر بنيه بنات، وأسرعهم نباتًا، عاد وثمود، فرماهم الله بالدمالق٧، وأهلكم بالصواعق، ثم قال: وكانت بنو هانئ من ثمود تسكن


١ شق.
٢ المطر بعد المطر.
٣ هو مراد بن مالك "وهو مذحج" بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان.
٤ توقل في الجبل: صعد، والقلاص جمع قلوص: وهي الناقة الشابة أو الباقية على السير، والحوف: بلد بعمان.
٥ في الأصل: "عوار" ولا معنى له هنا، وأرى أن صوابه "عرر" جمع عرة كقبة وعرة السنام: الشحمة العليا، أي ذروته وأعلاه: أي أنها تسير في أعالي الربا وذراها: وربما كان الأصل "عراعر" بفتح العين الأولى جمع عرعرة بضمها، وعرعرة الجبل والسنام، وكل شيء: رأسه، وبطنان جمع باطن: وهو الغامض من الأرض: أي المطمئن منها، والرقاق جمع رق بالفتح، وهو كل أرض إلى جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد ثم ينضب ودياجي الليل جنادسه كأنه جمع ديجاة، والدجى جمع دجية: وهي الظلمة.
٦ الخشن والأخشن: الأخرش من كل شيء جمعه خشان.
٧ الأملس: المستدير من الحجارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>