للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٣- خطبة السيدة عائشة في الانتصار لأبيها:

يروى أنه بلغ عائشة رضي الله عنها أن أقوامًا يتناولون أبا بكر رضي الله عنه فأرسلت إلى أزفلة١ من الناس، فلما حضروا أسدلت٢ أستارها، وعلت وسادها، ثم قالت:

"أبي وما أبيه، أبي والله لا تعطوه الأيدي٣، وذاك طود منيف٤، وفرع٥ مديد، هيهات كذبت الظنون، أنجح٦ إذ أكديتم، وسبق إذ ونيتم٧، سبق الجواد إذا استولى على الأمد٨، فتى قريش ناشئًا، وكهفها٩ كهلًا، يفك عانيها، ويريش١٠ مملقها، ويرأب شعبها١١، ويلم شعثها، حتى حليته١٢ قلوبها، ثم


١ جماعة.
٢ سدله يسدله: كنصر وضرب وأسدله أرخاه.
٣ تتناوله.
٤ الطود: الجبل، والمنيف: المشرف.
٥ فرع كل شيء أعلاه، ومن القوم شريفهم.
٦ أنجح: صر ذا نجح.
٧ الكدية: بضم فسكون الأرض الغليظة، والصفاة العظيمة الشديدة، وحفر فأكدى إذا صادفها فلا يمكنه الحفر "وسأله فأكدى وجده مثلها": وونيتم أي فترتم وضعفتم.
٨ الغاية والمنتهى.
٩ الكهف: الوزر والملجأ، والكهل من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين.
١٠ راش السهم يريشه ألزق عليه الريش كريشه، والمراد يعينه ويساعده.
١١ يصلح. والشعب: الصدع.
١٢ حل الشيء: استحلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>