للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢١٢- جواب خالد:

فقال خالد رحمه الله: الحمد لله الذي لا إله إلا هو، فلما فسر له الترجمان قوله: الحمد لله الذي لا إله إلا هو رفع يده إلى السماء، ثم قال لخالد: نعم ما قلت، ثم قال خالد: وأشهد أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فسر له الترجمان قال باهان: الله أعلم، ما أدري، لعله كما تقول، فأخبر خالد الترجمان. ثم قال خالد رحمه الله:

"أما بعد: فإن كل ما ذكرت به قومك من الغنى والعز ومنع الحريم والظهور على الأعداء، والتمكن في البلاد، فنحن به عارفون، وكل ما ذكرت من إنعامكم على جيرانكم منا، فقد عرفناه، وذلك لأمر كنتم تصلحون به دنياكم، وإصلاحكم كان إليهم وإحسانكم إليهم، كان ذلك زيادة في ملككم وعزا لكم، ألا ترون أن ثلثيهم أو شطرهم دخلوا معكم في دينكم فهم يقاتلوننا معكم؟.

وأما ما ذكرتنا به من رعي الإبل والغنم، فما أقل من رأيت واحدًا منا يكرهه، وما لم يكن يكرهه منا فضل على من يفعله، وأما قولكم: إنا أهل الصخر والحجر والبؤس والشقاء، فحالنا والله كما وصفته، ما ننتفي من ذلك ولا نتبرأ منه، وكنا على أسوأ وأشد مما ذكرت، وسأقص عليك قصتنا، وأعرض عليك أمرنا، وأدعوك إلى حظك إن قبلت، ألا إنا كنا معشر العرب أمة من هذه الأمم، أنزلنا الله –وله الحمد- منزلًا من الأرض. ليست به أنهار جارية، ولا يكون به من الزرع إلا القليل، وكل أرضنا المهامه١ والقفار، فكنا أهل حجر ومدر٢ وشاء وبعير، وعيش شديد، وبلاء


١ جمع مهمه: القفر.
٢ المدر: قطع الطين اليابس.

<<  <  ج: ص:  >  >>