للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٩- أدب الإمام علي، وكرم خلقه:

وخرج حجر بن عدي، وعمر بن الحمق، يظهران البراءة من أهل الشأم، فأرسل علي عليه السلام إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما، فأتياه فقالا: "يا أمير المؤمنين: ألسنا محقين؟ " قال: بلى، قالا: "أو ليسوا مبطلين؟ " قال: بلى، قالا: "فلم منعتنا من شتمهم؟ " قال:

"كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين، تشتمون وتبرءون، ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن أعمالهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان لعنكم إياهم، وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءهم ودماءنا، وأصلح ذات بينهم وبيننا، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لهج به، لكان أحب إلي، وخيرًا لكم".

فقالا: يا أمير المؤمنين، نقبل عظتك، ونتأدب بأدبك.

<<  <  ج: ص:  >  >>