للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤٩- خطبة أخرى له فيهم:

وروى أنه لما اجتمع إليه عظم من كان انهزم من الميمنة حرضهم ثم قال:

"عضوا على النواجذ من الأضراس، واستقبلوا القوم بهامكم، وشدوا عليهم شدة قوم موتورين١ ثأرًا بآبائهم وإخوانهم، حناقًا على عدوهم، قد وطنوا على الموت أنفسهم، كيلا يسبقوا بوتر، ولا يلحقوا في الدنيا عارًا، وايم الله ما وتر قوم قط بشيء أشد عليهم من أن يوتروا دينهم، وإن هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلا عن دينكم، ليميتوا السنة ويحيوا البدعة، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عز وجل منها بحسن البصيرة، فطيبوا عباد الله أنفسًا بدمائكم دون دينكم، فإن ثوابكم على الله، والله عنده جنات النعيم وإن الفرار من الزحف فيه السلب للعز، والغلبة على الفيء، وذل المحيا والممات، وعار الدنيا والآخرة، وسخط الله وأليم عقابه".

"تاريخ الطبري ٦: ١٢، وشرح ابن أبي الحديد م ١: ص ٤٨٧".


١ وتره: إذا أصابه بوتر، وهو الثأر.

<<  <  ج: ص:  >  >>