للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١- خطبة الحسن يرد على مستنكري الصلح:

فتكلم الحسن، فحمد الله، ثم قال:

"أما بعد فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا، ومن نعرفه بالنصيحة والاستقامة لنا، وقد فهمت ما ذكرتم، ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا، وللدنيا أعمل وأَنْصَبُ، ما كان معاوية بأبأس مني وأشد شكيمة، ولكان رأيي غير ما رأيتم، لكني أشهد الله وإياكم أني لم أُرِدْ بما رأيتم إلا حقن دمائكم، وإصلاح ذات بينكم، فاتقوا الله، وارضوا بقضاء الله، وسلموا لأمر الله، والزموا بيوتكم، وكفوا أيديكم، حتى يستريح بَرٌّ أو يُستراحَ من فاجرٍ، مع أن أبي كان يحدثني أن معاوية سيلي الأمر، فوالله لو سرنا إليه بالجبال والشجر ما شككت أنه سيظهر١، إن الله لا معقب لحكمه، ولا رادَّ لقضائه، وأما قولك: يا مذل المؤمنين، فوالله لأن تَذِلُّوا وتُعافُوا أحبُّ إلي من أن تَعِزُّوا وتُقتَلُوا، فإن رد الله علينا حقنا في عافية، قبلنا وسألنا الله العون على أمره، وإن صرفه عنا رضينا وسألنا الله أن يبارك في صرفه عنا، فليكن كل رجل منكم حلسًا٢ من أحلاس بيته،


١ يغلب.
٢ الحلس: بساط البيت، وفلان حِلْسٌ من أحلاس البيت: الذي لا يبرح البيت، وفي الحديث: "في الفتنة كن حلسًا من أحلاس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة، أو منية قاضية" أي لا تبرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>