للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥- خطبة عمرو بن الشريد:

ثم قام عمرو بن الشريد السلمي؛ فقال:

"أيها الملك، نعم بالك، ودام في السرور حالك، إن عاقبة الكلام متدبرة، وأشكال الأمور معتبرة، وفي كثير ثقلة، وفي قليل بلغه، وفي الملوك سورة١ العز، وهذا منطق له ما بعده، شرف فيه من شرف، وحمل فيه من حمل، لم نأت لضيمك، ولم نفد لسخط، ولم تتعرض لرفدك٢ إن في أموالنا منتقدًا٣، وعلى عزنا معتمدًا، إن أورينا٤ نارًا أثقبنا، وإن أود٥ دهر بنا اعتدلنا؛ إلا أنا مع هذا لجوارك حافظون، ولمن رامك كافحون، حتى يحمد الصدر٦ ويستطاب الخبر".

قال كسرى: ما يقوم قصد منطقك بإفراطك، ولا مدحك بذمك، قال عمرو: كفى بقليل قصدي هاديًا، وبأيسر إفراطي مخبرًا، ولم يلم من غربت نفسه عما يعلم، ورضي من القصد بما بلغ. قال كسرى: ما كل ما يعرف المرء ينطق به. اجلس.


١ سورة المجد: أثره وعلامته، وسورة السلطان: سطوته "والسورة المنزلة" بالضم.
٢ الرفد: العطاء.
٣ انتقد الدراهم قبضها.
٤ أو قدنا.
٥ اعوج.
٦ الرجوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>