للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلب المختار بن أبي عبيد الثقفي بدم الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

٦٤- خطبته حين قدم الكوفة:

وقدم المختار بن أبي عبيد الثقفي١ الكوفة في النصف من رمضان سنة ٦٤هـ، فأتاه بعض الشيعة ليلا، فساءلهم عن أمر الناس، وعن حال الشيعة، فقالوا له: إن الشيعة قد اجتمعت لسليمان بن صرد الخزاعي، وإنه لن يلبث إلا يسيرا حتى يخرج.

فحمدَ اللهَ وأثنى عليه، وصلى على النبي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال:


١ هو المختار بن أبي مسعود الثقفي، وقد قدمنا في الجزء الأول أن أول ما عمل به عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين وَلِيَ الخلافة أن نَدَبَ الناس مع المثنَّى بن حارثة الشيباني لقتال أهل فارس، وجعل يندبهم ثلاثة أيام، فلا ينتدب أحد إلى فارس، فلما كان اليوم الرابع عاد فندب الناس، فكان أولَ منتدبٍ أبو عبيد بن مسعود والد المختار، ولم يكن المختار في تشيعه لآل علي بالمخلص، وكانت الشيعة تنقم عليه ما كان منه في أمر الحسن بن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يوم طعن في مظلم ساباط وحمل إلى المدائن –وكان عم المختار، وهو سعد بن مسعود عاملا على المدائن- فقال له المختار: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد: عليك لعنةُ اللهِ، أثب على ابن بنت رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأوثقه! بئس الرجل أنت، ولما قدم مسلمُ بنُ عقيل الكوفة من قبل الحسين رضي الله تعالى عنه نزل دار المختار فبايعه المختار فيمن بايعه من أهل الكوفة، وناصحه ودعا إليه، ثم ظفر ابن زياد بمسلم وقتله، وأمر بالمختار فسجن، وبعث المختار إلى عبد الله بن عمر بالمدينة، يسأله أن يشفع له عند يزيد بن معاوية -وكانت صفية أخت المختار تحت عبد الله بن عمر- فكتب ابن عمر إلى يزيد يسأله أن يخلي سبيله، فشفعه فيه، وخلى ابن زياد سبيله وأخرجه من الكوفة، فقدم الحجاز وبايع ابن الزبير، وقاتل معه حين حاصر مكة جيش يزيد -وكان تحت إمرة الحصين بن نمير السكوني- وأقام مع ابن الزبير بعد مهلك يزيد حتى قدم الكوفة في منتصف رمضان سنة ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>