للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩- المديانيون:

تحدث القرآن الكريم عن أهل مدين، وعن نبيهم الكريم شعيب عليه السلام١، في مواطن متفرقة من سوره٢، ووفقا لما جاء في القرآن الكريم، فإن شعيبًا أتى مدين وأصحاب الأيكة، فنهاهم عن عبادة الأوثان، كما أمرهم أن يقيموا الوزن بالقسط ولا يخسروا الميزان٣؛ ذلك لأن آفة مدين إنما كانت آفة كل المدن على مدرجة الطريق، ومن ثم فقد كانت قصتهم في القرآن قصة التجارة المحتكرة، والعبث بالكيل والميزان وبخس الأسعار والتربص بكل منهج من مناهج الطرق، وهكذا كانت رسالة شعيب عليه السلام، رسالة خلاص من شرور الاحتكار والخداع في البيئة التي تعرضت لها بحكم موقعها من طرق التجارة والمرافق المتبادلة بين الأمم٤.

وقد كان أهل مدين قومًا عربًا يسكنون مدينتهم "مدين" التي هي قرية من أرض معان في أطراف الشام مما يلي الحجاز، قريبًا من بحيرة قوم لوط٥، هذا وقد


١ قدم المؤلف دراسة مفصلة عن "المديانيين" في كتابه "دراسات في التاريخ القرآني شغلت كل "الفصل الثامن" من الجزء الأول، من هذا الكتاب.
٢ انظر: سورة الأعراف والتوبة وهود والحجر والحج والشعراء والقصص والعنكبوت وق وغيرها.
٣ انظر: سورة الأعراف "٨٥" وهود "٨٤-٨٥" والشعراء "١٨١-١٨٣".
٤ عباس العقاد: مطلع النور ص٩٣-٩٤، تفسير المعاني ٨/ ١٧٦، ١٧٧، تفسير المنار ٨/ ٥٢٥-٥٢٦، تفسير الطبري ١٢/ ٥٥٤-٥٥٥.
٥ ابن كثير ١/ ١٨٤-١٨٥، ياقوت ٥/ ٧٧-٨٧، ١٥٣-١٥٤، تفسير المنار ٨/ ٥٢٤.

<<  <   >  >>