للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا وقد كان لعرب الحيرة لهجة من اللسان العربي يتحدثون بها في حياتهم العادية، وأما في الكتابة فقد كانوا يستعملون السريانية، ولعلهم في هذا يشبهون الأنباط والتدمريين الذين كانوا يتكلمون العربية ويكتبون بالآرامية، هذا وهناك من يذهب إلى أن دخول النصرانية إلى اليمن إنما كان بجهود رجال الكنيسة السورية في الحيرة، فضلا عن انتقال الكتابة من الحيرة إلى الحجاز١، وعلى أية حال، فلقد أصبحت الحيرة في القرن السادس الميلادي، وعلى أثر اتساع نفوذ سلالة اللخميين نقطة التقاء للتيارات الإيرانية والآرامية على حدود المحيط العربي الفاصلة، حتى لقد ظهرت المدينة بمظهر العاصمة الفكرية٢.


١ انظر: المزهر ٢/ ٣٤٩، صبح الأعشى ٣/ ١٠، مقدمة ابن خلدون ص٣٤٩، الجهشياري: كتاب الوزراء والكتاب ص٢ وما بعدها، كتاب المصاحف للسجستاني ١/ ٤-٥، الأعلاق النفيسة لابن رسته ص١٩٢، ٢١٧ "طبعة ليدن ١٨٩٢م" قارن: المعارف ص٢٤٧ وما بعدها، ثم انظر:
F.A Itheim And R. Stiehl, Op. Cit., I, P.١٩٨
P.K. Hitti, Op. Cit., P.٨٤
٢ ريجيس بلاشير: المرجع السابق ص٦٢.

<<  <   >  >>