للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أشجار بلاد الهند وفواكهها]

منها العَنْبَة "بفتح العين وسكون النون وفتح الباء الموحدة" وهي شجرة تشبه أشجار النارنج إلا أنها أعظم أجراماً١ وأكثر أوراقاً وظلها أكثر الظلال غير أنه ثقيل فمن نام تحته وعك وثمرها على قدر الإجاص الكبير فإذا كان أخضر قبل تمام نضجه أخذوا ما سقط منه وجعلوا عليه الملح٢ وصيروه كما يصير الليم والليمون ببلادنا وكذلك يصيرون أيضا الزنجبيل الأخضر وعناقيد الفلفل ويأكلون ذلك مع الطعام يأخذون بأثر كل لقمة يسيراً من هذه المملوحات فإذا نضجت العنبة في أوان الخريف اصفرت حباتها فأكلوها كالتفاح فبعضهم يقطعها بالسكين وبعضهم يمصها مصا وهي حلوة يمازج حلاوتها يسير حموضة ولها نواة كبيرة يزرعونها فتنبت منها الأشجار كما تزرع نوى النارنج وغيرها. ومنها الشَّكي والبَرْكي "بفتح الشين المعجم وكسر الكاف، وفتح الباء الموحدة وكسر الكاف" وهي أشجار عادية أوراقها كأوراق الجوز وثمرها يخرج من أصل الشجر فما اتصل منه بالأرض فهو البركي وحلاوته أشد وطعمه أطيب وما كان فوق ذلك فهو الشكي وثمره يشبه القرع الكبار وجلوده تشبه جلود البقر فإذا اصفر في أوان الخريف قطعوه وشقوه فيكون في داخل كل حبة المائة والمائتان فما بين ذلك من حبات تشبه الخيار بين كل حبة وحبة صفاق أصفر اللون وبكل حبة نواة تشبه الفول الكبير وإذا شويت تلك النواة أو طبخت يكون طعمها كطعم الفول إذ ليس يوجد هنالك ويدخرون هذه النوى في التراب الأحمر فتبقى إلى سنة أخرى وهذا الشكي والبركي هو خير فاكهة ببلاد الهند. والتَنْدو "بفتح التاء المثناة وسكون النون وضم الدال" وهو ثمر شجر الأبنوس، وحباته في قدر حبات المشمش، ولونها،


١ جمع جرم، ومعناه: الجسم، فالمراد أعظم حجماً من شجرة النارنج. والله أعلم.
٢ أي: حفظوه مكبوساً بالملح، أو: خلّلوه بتعبير آخر ليكون من المشهيات مع الطعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>