للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان هذا التفسير مفقودًا إلى وقت قريب حيث عُثر على نسخة مخطوطة منه عند أحد أمراء حائل، وهو حمود بن عبيد الرشيد١، وقد تم طبعه على هذه النسخة في ثلاثين جزءًا سنة ١٣١٩.

ثم قام الشيخان الفاضلان محمد وأحمد شاكر بتحقيق الكتاب والتعليق عليه ومراجعته وتخريج أحاديثه وصدر منه ستة عشر جزءًا إلى نهاية تفسير الآية ٢٧ من سورة إبراهيم، ثم توقف العمل، نسأل الله أن يهيئ من عباده العلماء من يُتمُّه.

قال الخطيب: "وكتاب التفسير لم يصنف أحد مثله"٢ وقال الذهبي: "وله كتاب في التفسير لم يصنف مثله"٣ وقال النووي: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري"٤.

وقال أبو حامد الإسفراييني: "لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرًا"٥.

وقال ابن تيمية: "وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة. وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير والكلبي"٦.


١ مذاهب التفسير الإسلامي: جولد تسيهر. ترجمة د. عبد الحليم النجار ص١٠٩ والتفسير والمفسرون: الذهبي ج١ ص٢٠٧.
٢ تاريخ بغداد ج٢ ص١٦٣.
٣ سير أعلام النبلاء: ج١٤ ص٢٧٠.
٤ تهذيب الأسماء واللغات: ج١ ص٧٨.
٥ طبقات المفسرين: الداودي ج٢ ص١٠٩.
٦ مجموع فتاوى ابن تيمية ج١٣ ص٣٨٥. أما مقاتل بن بكير فلم أجده في كتب الرجال ولعله "مقاتل بن سليمان بن بشير" وتصحف إلى بكير ويؤيد هذا أن تفسيره وتفسير الكلبي متشابهان حتى قيل: "أن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي" التهذيب ج١٠ ص٢٨١. وابن جرير لم يرو عن مقاتل هذا، أما الكلبي وهو محمد بن السائب فقد روى عنه نادرًا مع وصفه له بأنه ممن لا يحتج بنقله. ج١ ص٦٦ والله أعلم.

<<  <   >  >>