للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفسيره:

اعتنى الزمخشري في تفسيره هذا ببيان وجوه الإعجاز القرآني وإظهار جمال النظم وبلاغته، وخلا هذا التفسير من الحشو والتطويل، وإيراد الإسرائيليات إلا القليل.

والزمخشري قليل الاستشهاد بالحديث، ويورد أحيانًا الأحاديث الموضوعة، خاصة في فضائل السور.

وملأ تفسيره بعقائد المعتزلة والاستدلال لها وتأويل الآيات وَفْقَهَا ويدس ذلك دسًّا لا يدركه إلا حاذق حتى قال البلقيني: "استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش"١.

وهو شديد على أهل السنة والجماعة ويذكرهم بعبارات الاحتقار ويرميهم بالأوصاف المقذعة، ويمزج حديثه عنهم بالسخرية والاستهزاء٢.

ولهذه الأمور وغيرها نبه كثير من العلماء إلى أخذ الحيطة والحذر عند المطالعة في تفسيره أو النقل منه، فقال الإمام الذهبي: "محمود بن عمر الزمخشري المفسر النحوي صالح، لكنه داعية إلى الاعتزال أجارنا الله، فكن حذرا من كشافه"٣.

وقال علي القاري: "وله دسائس خفيت على أكثر الناس فلهذا حرم بعض فقهائنا مطالعة تفسيره لما فيه من سوء تعبيره في تأويله وتعبيره"٤.

وينبغي لمن أراد أن يقرأ فيه أن يرجع لكتاب "الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال" لابن المنير وهو مطبوع مع الكشاف وفيه كشف لاعتزالياته وضلالاته.


١ الإتقان في علوم القرآن: السيوطي ج٢ ص١٩٠.
٢ التفسير والمفسرون: د. محمد حسين الذهبي ج١ ص٤٦٥.
٣ ميزان الاعتدال: الإمام الذهبي ج٥ ص٢٠٣.
٤ مناهج المفسرين: د. مساعد آل جعفر ومحيي هلال ص٢١٦ عن طبقات الفقهاء الحنفية: لأبي علي القاري ورقة ٤٩ ب "مخطوط".

<<  <   >  >>