للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تعريف علوم القرآن الكريم]

[المعجزة الكبرى]

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم.

{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ١ وركب خلقه من جسد وروح، وجعل للجسد غذاءه وللروح غذاءها.

أما الجسد فجسم مادي يتغذى بالماديات وهي طعامه وشرابه وعلى الجسد أن يسعى لتحصيلها بالزراعة أو الصيد أو غيرها. وقد أعان الله الأجساد بتقريب غذائها إليها فليس عليها إلا أن تبذر البذرة أو تغرس الغرسة وترعاها فتنبت بإذن ربها، ولو سلب الله من النبات هذه الخاصية لما كان لهذه الأبدان من قوة للإنبات: {أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ} ٢ وأدنى إليها الماء ليسهل إخراجه، ولو بعد غوره لما استطاعت إخراجه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} ٣.

أما الروح وما أدراك ما الروح، فقد أعانها الله تعالى على تحصيل غذائها وأدناه إليها وأرسل الرسل تهدى إليه ووهب العقول تؤمن به.

فإذا انحرفت أمة من الأمم عن سمت الصراط المستقيم أرسل الله


١ سورة التين: الآية ٤.
٢ سورة الواقعة: الآية ٧٢.
٣ سورة الملك: الآية ٣٠.

<<  <   >  >>