للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القول الأول]

إن أول ما نزل من القرآن "صدر سورة اقرأ"، وهو قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ١ وهذا القول أصح الأقوال وأرجحها، ومن أدلته:

١- ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال له: اقرأ، قال: "ما أنا بقارئ "، قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني "، فقال: اقرأ، "قلت: ما أنا بقارئ"، فأخذني فغطي الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني " فقال: اقرأ، " فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ١، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ... الحديث٢.

٢- ما رواه الحاكم والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول سورة نزلت من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ٣.

٣- ما رواه الحاكم والطبراني عن أبي رجاء العطاردي قال: كان أبو موسى الأشعري يقرئنا فيجلسنا حلقًا وعليه ثوبان أبيضان، فإذا تلا هذه السورة


١ سورة العلق: الآيات ١- ٥.
٢ صحيح البخاري ج١ ص٣، ومسلم ج١ ص١٤١ واللفظ للبخاري.
٣ المستدرك: الحاكم ج٢ ص٢٢٠، ٢٢١، ص٥٢٩، والبيهقي في دلائل النبوة: ج٢ ص١٥٥ وقال: هذا إسناد صحيح.

<<  <   >  >>