للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكن ملتزمة للرسم العثماني التزامًا دقيقًا حتى غلا بعض النقاد فقال: "لا يجوز إطلاق كلام الله على مصحف حافظ عثمان وإنما يجوز إطلاق بعض كلام الله"١ وقال أيضًا: "إن مصحف حافظ عثمان مشتمل على نقص وزيادة"٢! وقال في موضع آخر: "فيجب على كل مسلم أن يتخذ لنفسه مصحفًا من المصاحف التي رسمت على رسم مصاحف أهل السنة والجماعة إن كان يحسن القراءة، وإن كان تحت يده مصحف أو مصاحف برسم حافظ عثمان ونحوه بادر إلى حرقه"٣.

إذا كان هذا النقد الحاد وغير المعتدل لما كتبه حافظ عثمان مع اختلافه عن رسم المصحف في بعض المواضع فكيف سيكون الموقف من الطبعات التي كتبت بطريقة صف الحروف وفيها اختلاف كثير.

ولذا فقد كتب الشيخ رضوان بن محمد الشهير بالمخللاتي مصحفًا اعتنى فيه بكتابة الكلمات القرآنية على قواعد الرسم القرآني وأضاف إليها بعض الإفادات المتعلقة بالعد والوقف وتحرير الرسم والضبط وتاريخ كتابة القرآن وغير ذلك وطبع هذا المصحف في المطبعة البهية في القاهرة سنة "١٣٠٨هـ - ١٨٩٠م". قال الشيخ عبد الفتاح القاضي: "وكان هذا المصحف هو المتداول بين أهل العلم والقراء.. المعول عليه عندهم المقدم دون سائر المصاحف لما اشتمل عليه من المزايا السابقة بيد أنه لم يبرز في صورة حسنة تروق الناظر وتنشط القارئ لرداءة ورقه، وسوء طبعه إذ إنه طبع في مطبعة حجرية"٤.

ثم أصدر الملك فؤاد الأول أمره إلى مشيخة الأزهر بتشكيل لجنة من


١، ٢ الفرائد الحسان في بيان رسم القرآن: محمد بن يوسف التونسي الشهير بالكافي ص٤٧.
٣ المرجع السابق ص٥٧.
٤ تاريخ المصحف الشريف: عبد الفتاح القاضي ص٥٩، ٦٠.

<<  <   >  >>