للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عموم الخطاب وخصوصه]

[الخطاب الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم]

...

عموم الخطاب وخصوصه: وتحته مسائل:

الأولى: الخطاب الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم هل يشمل الأمة أم لا؟

كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} ٢ وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} ٣.

الجواب:

للعلماء في ذلك قولان:

الأول: أنه يشمل الأمة، لأن أمر القدوة أمر لأتباعه معه عرفًا٤ إلا ما دل الدليل على أنه من خواصه؛ كقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} ٥ فلو كان الخطاب الخاص بالرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يشمل الأمة لما احتاج إلى التخصيص بقوله "خالصة لك".

الثاني: قول الأصوليين: أنه لا يشمل الأمة، وذلك لخصوص اللفظ، وإن شملهم فبدليل آخر، لا بمجرد النص المذكور٦.


١ سورة الحجرات: الآية ٩.
٢ سورة الأحزاب: الآية الأولى.
٣ سورة المائدة: الآية ٤١.
٤ الإتقان: السيوطي ج٢ ص٢٤.
٥ سورة الأحزاب: الآية ٥٠.
٦ المحصول: الرازي ج١ ق٢ ص٦٢٠، ٦٢١.

<<  <   >  >>