للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: عموم اللفظ وخصوص السبب:

واختلف العلماء في هذه الصورة، هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب:

١ ذهب الجمهور إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي -صلى عليه وسلم- فأخبره، فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ٢ فقال الرجل: يا رسول الله: ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كلهم" ٣.

قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: "فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألي هذه؟ ومعنى ذلك: هل النص خاص بي لأني سبب وروده؟ أو هو على عموم لفظه؟ وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: لجميع أمتي. معناه أن العبرة بعموم لفظ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} لا بخصوص السبب، والعلم عند الله تعالى"٤ ولو كان المراد تخصيصه بالحكم، لكان النص: إن حسناتك تذهب سيئاتك، فدل عمومها


١ تفسير ابن أبي حاتم: ج١٠ ص٣٤٤١.
٢ سورة هود: الآية ١١٤.
٣ رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الصلاة كفارة ج١ ص١٣٣، ١٣٤؛ ورواه مسلم كتاب التوبة حديث ٣٩، ٤٢، ج٤ ص٢١١٦.
٤ أضواء البيان: الشنقيطي ج٣ ص٢٥٠.

<<  <   >  >>