للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: دلالة الاقتضاء:

وهو ما توقفت دلالة اللفظ فيه على إضمار:

ومثاله قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ١ فإن دلالة اللفظ على المعنى تلزم إضمار كلمة "فأفطر" والمعنى فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فأفطر فعدة من أيام أخر لأن قضاء الصوم إنما يجب إذا أفطر وليس لمجرد السفر أو المرض.

وكقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} ٢ فإن دلالة اللفظ على المعنى تلزم إضمار كلمة "وطء" أو "نكاح" لأن التحريم ليس لأعيان الأمهات فلزم إضمار فعل يتعلق به التحريم.

وكقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ} ٣ أي فحلق ففدية، لأن الفدية إنما تجب إذا حلق وليس لمجرد المرض أو الأذى.

وهذا النوع من باب إيجاز القصر في علوم البلاغة. وسمي دلالة اقتضاء لاقتضاء الكلام لفظًا زائدًا على المنطوق٤.


١ سورة البقرة: الآية ١٨٤.
٢ سورة النساء: الآية ٢٣.
٣ سورة البقرة: الآية ١٩٦.
٤ مباحث في علوم القرآن: الشيخ مناع القطان ص٢٥٢.

<<  <   >  >>