للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك - والله أعلم - ما رواه جبير (١) بن مطعم، قال: بينما عمر واقف على جبل عرفة سمع رجلاً يصرخ يقول: يا خليفة، يا خليفة فسمعه رجل آخر وهم يعتافون (٢). فقال: ما لك فكّ الله لهواتك (٣)، فأقبلت على الرّجل فصخبت عليه، فقلت: لا تسبن الرّجل، قال جبير بن مطعم: فإنّي الغد واقف مع عمر على العقبة يرميها، إذ جاءت حصاة عائرة (٤) فنفقت (٥) رأس عمر، ففصدت (٦) فسمعت رجلاً من الجبل


(١) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل القرشي، أسلم يوم الفتح وقيل: عام خيبر. توفي سنة تسع وخمسين بالمدينة. ابن عبد البرّ/ الاستيعاب ١/ ٣٠٤، ٣٠٥.
(٢) القائف: المتكهن، والعيافة: زجر الطّير والتفاول بأسمائها وأصواتها وممرّها، وهو من عادة العرب كثيراً. وهو كثير في أشعارهم، يقال: عاف يعيف عيفاً، إذا زجر وحدس وظن. ابن منظور/ لسان العرب ٩/ ٥٠١.
(٣) اللَّهاةُ: لحمة حمراء في الحنَك معلقة على عَكَدَةِ اللّسان. والجمع: لَهَيات. واللَّهاة: الهنة المَطْبقة في أقصى سقف الفم، واللَّهاة من كلّ ذي حلق اللحمة المشرفة على الحلق، وقيل: هي ما بين منقطع أصل اللّسان إلى منقطع القلب من أعلى الفم. المصدر السّابق ١٢/ ٣٤٩.
(٤) عَائِرة: أي: ضلت هدفها وضاعت ولا يعرف راميها. انظر: ابن منظور/ لسان العرب ٩/ ٤٩٣.
(٥) أي: جرحته وشقت جلده.
(٦) أي: سال الدّم منها. ابن منظور/ لسان العرب ١٠/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>