للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهم أيضًا ممن شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفوز في الآخرة برضوان الله عز وجل ودخول جنته (١).

وأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاقتداء بهم، قال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ" (٢).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "فقرن سنة خلفائه بسنته، وبالغ في الأمر بها حتى أمر أن يعض عليها بالنواجذ، وهذا يتناول ما أفتوا به وسنوه للأمة، وإن لم يتقدم فيه من نبيهم شيء، وإلا كان ذلك سنة ويتناول ما أفتى به جميعهم أو أكثرهم أو بعضهم، لأنه علق ذلك بما سنه الخلفاء الراشدون، ومعلوم أنهم لم يسنوا ذلك وهم خلفاء في آن واحد، فعلم أن ما سنه كل واحد منهم في وقته فهو سنة الخلفاء الراشدين" (٣).

كلّ هذا يعطي الفترة التاريخية التي عاش فيها أولئك الخلفاء الراشدون مزية ومكانة هامة ليست للفترات التاريخية التي تليها.

ثم إن دراسة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لها أهمية أخرى فعمر رضي الله عنه أفضل هذه الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر.


(١) ثبت ذلك في حديث العشرة المبشرين بالجنة، وهو حديث صحيح، انظر: ص: ٣٤٧.
(٢) صحيح انظر تخريجه في ص: ٤٢٩.
(٣) أعلام الموقعين ٤/ ١١٨، ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>