للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: عنايته رضي الله عنه واهتمامه بجميع فئات المجتمع وتقريبه لأهل الفضل والتقوى والصلاح.

كان اهتمام عمر رضي الله عنه برعيته وقيامه بشؤونها ورعايته لمصالحها شاملاً لجميع فئاتها وطبقاتها، فلم يكن يفضل فئة على فئة ويحسن إلى واحدة دون الأخرى.

قال رضي الله عنه وهو يوصي الخليفة من بعده عند حضور أجله رضي الله عنه: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيراً الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم وأن يعفي عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيراً فإنهم ردء الإسلام (١) وجباة المال، وغيظ العدو (٢)، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم، وأوصيه بالأعراب خيراً فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي (٣) أموالهم، وترد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعدهم، وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا فوق طاقتهم (٤).


(١) ردء الإسلام: أعوانه وأنصاره. ابن الأثير / النهاية في غريب الحديث ٢/ ٢١٣.
(٢) غيظ العدو: يغيظونه بكثرتهم. ابن حجر / فتح الباري ٧/ ٦٨.
(٣) حواشي أموالهم: أي ليست بخيارها. المصدر السابق.
(٤) رواه البخاري / الصحيح ٢/ ٢٩٧، ٢٩٨، ٣/ ١٩٩. ابن سعد / الطبقات ٣/ ٣٣٦، ٣٣٧، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>