للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسمعتها ابنتها، فقالت١:

دونكها يا أم لا أطيقها٢

وقد يمكن أن تكون فيشة من غير لفظ فيشلة؛ فتكون الياء فى فيشة عينًا، وتكون فى فيشلة زائدة، ويكون وزنها فيعلة، لأن زيادة الياء ثانية أكثر من زيادة اللام، فيكون اللفظان مقتربين، والأصلان مختلفين.

ونظير هذا قولهم: رجل ضياط٣ وضيطار، فالياء فى ضياط عين الفعل، وهي في ضيطار زائدة. قال الشاعر٤:

ونركب خيلًا لا هوادة بينها ... وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر٥

وقال الآخر٦:

قد علقت أحمر ضياطيًا٧

وقالوا أيضًا: هيق، وهيقل٨، والقول فيهما القول فى فيشة، وفيشلة.


١ فقالت: أي قالت الصبية ردًا على قول أمها.
٢ دونكها يا أم لا أطيقها: ذكر صاحب شذور الذهب هذا المثال دون أن ينسبه إلى قائله.
شرح شذور الذهب شاهد ٢١١ ص٤٠١.
٣ ضياط: الرجل الذي حين يمشي يحرك جسده ومنكبه من كثرة اللحم. اللسان"٧/ ٣٤٥".
٤ الشاعر: قيل هو خداش بن زهير، ذكر ذلك صاحب الجمهرة، ونسبه ابن منظور إليه أيضًا فى مادة "ض ط ر". لسان العرب "٤/ ٤٨٩".
٥ يقول الشاعر: إن هذه الرماح تشقيهم فهم لايحسنون الحرب بها ولا استخدامها فى ميدان القتال، وإذا حملت معنى التسبيه المقلوب فيكون لديهم مهارة فائقة فى استخدامها حتى تشقى الرماح من كثرة القتل والطعن.
الشاهد فيه: زيادة الياء فى كلمة "ضياطرة".
إعراب الشاهد: اسم مجرور بحرف الجر الباء.
٦ الآخر: لم يذكره صاحب اللسان.
٧ الأسلوب الإنشائي فى صورة توكيد، وغرضه التأكيد على الفكرة.
الشاهد فيه زيادة الياء فى "ضياطيا".
٨ هيقل: هو الفتي من النعام. القاموس المحيط "٤/ ٦٩" مادة/ هقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>