للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا كان الأمر كذلك زدت على ألف: با تا ثا ونحو ذلك ألفا أخرى، كما رأيت العرب فعلت لما أعربت "لو"، فقالوا١:

ليت شعري، وأين مني ليتٌ ... إن ليتًا وإن لوًا عناء٢

وأنشدنا أبو علي٣:

أفلا سبيل لأن يصادف روعنا ... لوًا، ولو كاسمها لا توجد٤

وقال الآخر٥:

عَلِقَتْ لوًا تُكرره ... إن لوًا ذاكِ أعيانا٦

فكما زادت العرب على هذه الواو واوًا أخرى، وجعلت الثاني من لفظ الأول لأنه لا أصل له فيرجع عند الحاجة إليه، كذلك زدت على الألف من با تا ثا ألفا أخرى عوضا لما رأيت العرب فعلت في "لو" لما أعربتها، فصار التقدير "با ا" "تا ا" "طا ا" "ها ا" فلما التقت ألفان ساكنتان لم يكن من حذف إحداهما أو حركتها بد، فلم يسغ حذف إحداهما لئلا تعود إلى القصر الذي منه هربت، فلم يبق إلا أن تحرك إحداهما، فلما وجب التحريك لالتقاء الساكنين كانت الألف الثانية بذلك أحرى؛ لأنك عندها ارتدعت إذ كنت إليها تناهيت، فلما حركت الثانية قلبتها همزة على حد ما بيناه في حرف الهمزة من إبدال الهمزة من الألف.

فعلى هذا فقالوا: خططت باءً حسنةً، وكتبت حاءً جيدةً، وأراك تكتب طاء صحيحة، وما هذه الراء الكبيرة؟


١ البيت نسب في الكتاب "٢/ ٢٣" إلى أبي زيد الطائي، وكذا الجمهرة "١/ ١٢٢" والخزانة "٣/ ٢٨٢"، وذكر بغير نسب في المقتضب "١/ ٣٧٠".
٢ الشاهد فيه "وإن لوا" حيث أعربت "لو" ونونت، وهذا شاذ لا يقاس عليه.
٣ المنصف "٢/ ١٥٣".
٤ الشاهد فيه "لوا" حيث أعربت "لو".
٥ البيت للنمر بن تولب في اللسان "إمالا" "١٥/ ٤٦٩"، والخصائص "١٧/ ٥٠".
٦ الشاهد فيه "لوا" حيث أعربت في هذه الشواهد وهذا مما لا يقاس عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>