للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ: ارْتِدَادُ الأُمَّةِ جَائِزٌ عَقْلاً قَطْعًا.

لأَنَّهُ لَيْسَ بِمُحَالٍ، وَلا يَلْزَمُ مِنْهُ مُحَالٌ.

قَالَ الآمِدِيُّ: "لا خِلافَ فِي تَصَوُّرِ ارْتِدَادِ الأُمَّةِ الإِسْلامِيَّةِ فِي بَعْضِ الأَعْصَارِ عَقْلاً١".

وَ "لا" يَجُوزُ ذَلِكَ "سَمْعًا" فِي الأَصَحِّ. وَهُوَ ظَاهِرُ كَلامِ أَصْحَابِنَا٢.

قَالَه٣ ابْنُ مُفْلِحٍ وَغَيْرُهُ: وَصَرَّحَ بِهِ الطُّوفِيُّ وَغَيْرُهُ. وَاخْتَارَهُ الآمِدِيُّ وَابْنُ الْحَاجِبِ، وَصَحَّحَهُ التَّاجُ السُّبْكِيُّ وَغَيْرُهُ. وَذَلِكَ لأَدِلَّةِ الإِجْمَاعِ. وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أُمَّتِي لا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلالَةٍ" ٤ وَانْعِقَادِ الإِجْمَاعِ٥.

وَخَالَفَ ابْنُ عَقِيلٍ وَغَيْرُهُ؛ وَقَالُوا: الرِّدَّةُ تُخْرِجُهُمْ عَنْ كَوْنِهِمْ أُمَّتَهُ؛ لأَنَّهُمْ إذَا ارْتَدُّوا لَمْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، فَلَمْ تَتَنَاوَلْهُمُ الأَدِلَّةُ٦.


١ الإحكام للآمدي ١/ ٢٨٠.
٢ انظر: الإحكام للآمدي ١/ ٢٨٠، مختصر ابن الحاجب ٢/ ٤٣، تيسير التحرير ٣/ ٢٥٨، فواتح الرحموت ٢/ ٢٤١، جمع الجوامع وشرح المحلي عليه ٢/ ١٩٩، نهاية السول ٢/ ٣٨٧، غاية الوصول ص ١٠٩، مختصر الطوفي ص ١٣٧.
٣ في ش: قال.
٤ مر هذا الحديث بلفظ: "لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة". ص ٢١٨، وبلفظ آخر: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة" ص ٢٢٠ مع تخريجهما.
٥ انظر: الإحكام للآمدي ١/ ٢٨٠، مختصر الطوفي ص ١٣٧، جمع الجوامع ٢/ ١٩٩، مختصر ابن الحاجب ٢/ ٤٣.
٦ انظر: تيسير التحرير ٣/ ٢٥٨، نهاية السول ٢/ ٣٨٧، الإحكام للآمدي ١/ ٢٨٠ فواتح الرحموت ٢/ ٢٤١، مختصر ابن الحاجب ٢/ ٤٣، المحلي على جمع الجوامع ٢/ ١٩٩، غاية الوصول ص ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>