للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقوامًا أطلقوها فيما تحب، فأوقعتهم فيما كرهوا، وإن أقوَامًا بالغوا في خلافها، حتى منعوها حقَّهَا، وظلموها، وأثر ظلمهم لها في تعبداتهم، فمنهم: من أساء غذاءها، فأثر ذلك ضعف بدنها عن إقامة واجبها، ومنهم: من أفردها في خلوة، أثمرت الوحشة من الناس، وآلت إلى ترك فرض أوفضل، من عيادة مريض، أو بر والدة.

وإنما الحازم من تعلم منه نفسه الجد وحفظ الأصول، فإذا فسح لها في مباح، لم تتجاسر أن تتعداه، فيكون معها كالملك إذا مازح بعض جنده، فإنه لاينبسط إليه الغلام، فإن انبسط، ذكر هيبة المملكة. فكذلك المحقق، يعطيها حظها، ويستوفي منها ما عليها.

<<  <   >  >>