للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٦٦- فصل: العادات غلبت على الناس

٧٥١- رأيت عادات الناس قد غلبت على عملهم بالشرع، فهم يستوحشون من فعل الشيء، لعدم جريان العادة لا لنهي الشرع!

فكم من رجل يوصف بالخير، يبيع ويشري، فإذا حصلت له القراضة١، باعها بالصحيح من غير تقليد لإمام، أو عمل برخصة، عادة من القوم، واستثقالًا للاستفتاء!

ونرى خلقًا يحافظون على صلاة الرغائب٢، ويتوانون عن الفرائض.

٧٥٢- وكثيرًا من المتصوفين لا يستوحشون من ظلم الناس، ثم يتصدقون على الفقراء، وربما توانوا عن إخراج الزكاة، وتكاسلوا باستعمال التأويلات فيها، ثم إذا حضر أحدهم مجلس وعظ، بكى، كأنه يصانع بتلك الحال. ومنهم: من يخرج بعض الزكاة مصانعة عمَّا لم يخرجه. ومنهم: من يعلم أن أصل ماله حرام، ويصعب عليه فراقه للعادة. وفيهم: من يحلف بالطلاق، ويحنث، ويرى الفراق صعبًا، فربما


١ القراضة: الدراهم أوالدنانير المكسورة، والصحيح غير المكسور.
٢ صلاة الرغائب: صلاة مبتدعة تصلى في أول ليلة جمعة من رجب.

<<  <   >  >>