للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأجساد إلى البلى والأوراح إلى راحة]

...

١٩٦- فصل: الأجساد إلى البلى والأرواح إلى راحة

٩٠٦- ما زلت على عادة الخلق في الحزن على من يموت من الأهل والأولاد، ولا أتخايل إلا بلى١ الأبدان في القبور، فأحزن لذلك.

فمرت بي أحاديث قد كانت تمر بي، ولا أتفكر فيها، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما نفس المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة، حتى يرده الله عز وجل إلى جسده يوم يبعثه".

فرأيت أن الرحيل إلى الراحة، وأن هذا البدن ليس بشيء؛ لأنه مركب تفكك وفسد، وسيبنى جديدًا يوم البعث، فلا ينبغي أن يتفكر في بلاه، ولتسكن النفس إلى أن الأرواح انتقلت إلى راحة، فلا يبقى كبير حزن، وأن اللقاء للأحباب عن قرب.

وإنما يبقى الأسف لتعلق الخلق بالصور، فلا يرى الإنسان إلا جسدًا مستحسنًا قد نقض، فيحزن لنقضه.


١ تفسّخ.

<<  <   >  >>