للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢١٣- فصل: من عرف شرف الوجود يحصل أفضل الموجود.

٩٨٧- ينبغي لمن عرف شرف الوجود أن يحصل أفضل الموجود. هذا العمر موسم، والتجارات تختلف، والعامة تقول: عليكم بما خف حمله، وكثر ثمنه، فينبغي للمستيقظ ألا يطلب إلا الأنفس.

٩٨٨- وأنفس الأشياء في الدنيا معرفة الحق عز وجل. فمن العارفين السالكين من وافى في طريقه بغيته في السفر. ومنهم من همته متعلقة بطلب ربحه. ومنهم من ينظر إلى ما يرضي الحبيب، فيجلبه إلى بلد المعاملة، ويرضى بالقبول ثمنًا، ويرى أن كل البضائع لا تفي بحق الخفارة١، ومنهم من يرى لزوم الشكر في اختياره [هذا] السلوك دون غيره، فيقر بالعجز.

وقد ارتفع قوم عن هذه الأحوال، قرأوا مجرد التوفيق يشغلهم عن النظر إلى


١ الخفارة: الحفظ، وفي نسخة: الحفاوة.

<<  <   >  >>