للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٦٧- فصل: يبذلون العرض دون الغرض

١٢١٩- أكثر الخلائق على طبع رديء، لا تقومه الرياضة، لا يدرون لم خلقوا؟! ولا ما المراد منهم؟! وغاية همتهم حصول بغيتهم من أغراضهم! ولا يسألون عند نيلها ما اجتلبت لهم من ذم! يبذلون العرض دون الغرض، ويؤثرون لذة ساعة، وإن اجتلبت زمان مرض! يلبسون عند التجارات ثياب محتال في شعار ويلبسون عند التجارات ثياب محتال في شعار مختال، ويلبسون في المعاملات ويسترون الحال! إن كسبوا، فشبهة، وإن أكلوا، أصبحوا، سعوا في تحصيل شهواتهم، بحرص خنزير، وتبصبص١ كلب، وافتراس أسد، وغارة ذئب، وروغان٢ ثعلب! ويتأسفون عند الموت على فقد الهوى لا على عدم التقوى! {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: ٣٠] !!

كيف يفلح من يؤثر ما يراه بعينه على ما يبصره بعقله، وما يدركه ببصره أعز عنده مما يراه ببصيرته؟!

تالله، لو فتحو أسماعهم، لسمعوا هاتف الرحيل في زمان الإقامة يصيح في


١ بصبص الكلب: هزّ ذنبه تملقًا.
٢ احتياله وخداعه.

<<  <   >  >>