للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٩٢- فصل: نعوذ بالله من رياء يبطل أعمالنا

١٣٠٤- تأملت على متزهدي زماننا أشياء تدل على النفاق والرياء، وهم يدعون الإخلاص: منها: أنهم يلتزمون زاوية، فلا يزورون صديقًا، ولا يعودون مريضًا، ويدعون أنهم يريدون الانقطاع عن الناس، اشتغالًا بالعبادة، وإنما هي إقامة نواميس، ليشار إليهم بالانقطاع، إذ لو مشوا بين الناس؛ زالت هيبتهم!

وما كان الناس كذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ٣، ويشتري الحاجة من السوق٤، وأبو بكر رضي الله عنه يتجر في البز، وأبو عبيدة بن الجراح يحفر القبور، وأبو طلحة٥ أيضًا، وابن سيرين يغسل الموتى٦. وما كان عند القوم إقامة ناموس.

١٣٠٥- وأصحابنا يلزمون الصمت بين الناس والتخشع والتماوت، وهذا هو


١رواه البخاري "١٢٩٥"، ومسلم "١٦٢٨" عن سعد رضي الله عنه.
٢ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير، رواه البخاري "٢٩١٦".
٣ زيد بن سهل الأنصاري الخزرجي النجاري، أحد أعيان البدريين، وأحد النقباء، توفي بالمدينة سنة "٣٤هـ" وامتهانه هو وأبي عبيدة حفر القبور كان علي سبيل التطوع.
٤ عمله هذا كان تطوعًا، وأما عمله الأصلي فهو الاتجار بالطعام والزيت.

<<  <   >  >>