للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٠٦- فصل: كمال الصورة اعتدالها

١٣٤٦- لقد اعتبرت على مولاي سبحانه وتعالى أمرًا عجيبًا، وهو أنه تعالى لا يختار لمحبته، والقرب منه: إلا الكامل صورة ومعنى. ولست أعني حسن التخاطيط١؛ وإنما كمال الصورة اعتدالها، والمعتدلة ما تخلو من حسن، فيتبعها حسن الصورة الباطنة، وهو كمال الأخلاق، وزوال الأكدار، ولا يرى في باطنه خبثًا ولا كدرًا، بل قد حسن باطنه كما حسن ظاهره. وقد كان موسى عليه السلام كل من رآه يحبه، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم كالقمر ليلة البدر٢.

١٣٤٧- وقد يكون الولي أسود اللون؛ لكنه حسن الصورة، لطيف المعاني.

فعلى قدر ما عند الإنسان من التمام في كمال الخلق والخلق يكون عمله، ويكون تقريبه إلى الحضرة بحسب ذلك، فمنهم كالخادم على الباب، ومنهم حاجب، ومنهم مقرب، ويندر من يتم له الكمال، ولعله لا يوجد في مائة سنة منهم غير واحد، وهذه


١ التخاطيط: القسمات والملامح.
٢ أخرجه البخاري "٣٥٥٢" عن البراء رضي الله عنه.

<<  <   >  >>