للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٦٦- فصل: لذة الدنيا شيبت بالنُّغَص

١٦٢٠- من تأمل الدنيا؛ علم أنه ليس فيها لذة أصلًا، فإن وجدت لذة، شيب بالنغص، التي تزيد على اللذة أضعافًا.

١٦٢١- فمن اللذات النساء، فربما لم تثبت المستحسنة، وربما لم تحب الزوج، فمتى علم ذلك، يعزل عنها، وربما خانت، وذلك الهلاك: فإن تمت المرادات، فذكر الفراق زائد في التألم على الالتذاذ.

١٦٢٢- ومن اللذات الولد: ومقاساة البنت إلى أن تتزوج، وما تلقى من زوجها، وخوف عارها: محن قبيحة. والابن إن مرض ذاب الفؤاد، وإن خرج عن حد الصلاح زاد الأسف، وإن كان عدوًّا، فمراده هلاك الأب، ثم إن تم المراد، فذكر فراقه يذيب القلوب.

١٦٢٣- ولو أن فاسقًا أحب بعض المردان: انهتك عرضه في الدنيا، وذهب دينه، ثم لا يلبث أن تتغير حليته، فيصير مبغوضًا، مع ما سبق من الهتكة والإثم. وكم قد غلبت شهوة رجل وطئ الجواري السود، فجاء الولد أسود؛ فبقي عارًا عليه١.

١٦٢٤- ومن هذا الجنس الالتذاذ بالمال، وفي تحصيله آثام، وفراقه حسرة، وذهاب العمر فيه غبن.

وهذا أنموذج لما لم يذكر! فينبغي لمن وفقه الله سبحانه: أن يأخذ الضروري الذي يميل إلى سلامة الدين والبدن والعافية، ويهجر الهوى الذي نغصه تتضاعف على لذته.

١٦٢٥- ومن صبر على ما يكره قصد النفع في العاقبة؛ التذ أضعافًا، كطالب العلم؛ فإنه يتعب يسيرًا، وينال خير الدارين، مع سلامة العاقبة. ولذة البطالة تعقب عدم العلم والعمل، فيزيد الأسى على اللذة أضعافًا.


١ يعني على الولد، إذ يعرف بلونه أن أمّه أمةٌ لا حرة.

<<  <   >  >>