للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٧٠- فصل: فضل القناعة

١٦٥٢- لا عيش في الدنيا إلا للقنوع باليسير؛ فإنه كلما زاد الحرص على فضول العيش، زاد الهم، وتشتت القلب، واستعبد العبد.

وأما القنوع، فلا يحتاج إلى مخالطة من فوقه، ولا يبالي بمن هو مثله؛ إذ عنده ما عنده.

١٦٥٣- وإن أقوامًا لم يقنعوا، وطلبوا لذيذ العيش، فأزروا بدينهم، وذلوا لغيرهم، وخصوصًا أرباب العلم؛ فإنهم ترددوا إلى الأمراء فاستعبدوهم، ورأوا المنكرات، فلم يقدروا على إنكارها، وربما مدحوا الظالم اتقاء لشره؛ فالذي نالهم من الذل وقلة الدين أضعاف ما نالوا من الدنيا.

١٦٥٤- ومن أقبح الناس حالًا من تعرض للقضاء والشهادة. ولقد كانتا

<<  <   >  >>