للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣- زيد بن حارثة بن شراحيل.

ابن عبد العزى بن امريء القيس ويقال له زيد الحب.

وأمه: سعدى بنت ثعلبة ابن عبد عامر زارت قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين في الجاهلية فمروا على أبيات بني معن فاحتملوا زيدا وهو يومئذ غلام يفعة فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خوليد باربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله. صلى الله عليه وسلم وهبته له وكان أبوه حارثة حين فقده قال:

بكيت على زيد ولم ادر ما فعل ... احي فيرجى أم أتى دونه الاجل

فوالله ما ادري وانكنتت سائلا ... اغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك اليوم رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكرينه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل

وان هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه وما وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ... ولا اسام التطواف أو اتسام الابل

حياتي أو تأتي علي منيتي ... وكل امريء فان وان غره الامل

وأوصي به قيسا وعمرا كليهما ... وأوصي يزيدا ثم من بعده جبل

يعني جبلة بن حارثة اخا زيد ويزيد أخو يزيد لامه.

فحج ناس من كعب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال ابلغوا أهلي هذه الابيات فاني اعلم انهم قد جزعوا علي وقال:

الكني إلى قومي وان كنت نائيا ... فاني قطين البيت عند المشاعر

فكفوا عن الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص إلا باعر

فاني بحمد الله في خير اسرة ... كرام معد كابرا بعد كابر

فانطلقوا فاعلموا أباه فخرج حارثة وكعب بن شراحيل بفدائه فقدما مكة فسالا عن النبي. صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا بن هاشم يا بن سيد قومه انتم أهل


١٣- هو: زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو أسامة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي جليل مشهور من أول الناس إسلاما استشهد يوم مؤتة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>