للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا واحسن إلينا في فدائه فانا سنرفع لك في الفداء قال ما هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا غير ذلك قالوا ما هو ادعوه فخيروه فان اختاركم فهو لكما بغير فداء وان اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني أحداً قالوا قد زدتنا على النصف واحسنت.

فدعاه فقال هل تعرف هؤلاء قال نعم هذا أبي وهذا عمي قال فانا من قد علمت ورأيت محبتي لكل فاخترني أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي اختار عليك أحداً أنت مني بمنزلة الاب والعم فقالا ويحك يا زيد اتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم اني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي اختار عليه أحداً أبداً فلما رأى رسول الله. صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر واشهدوا ان زيدا ابني يرثني وارثه فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت انفسهما وانصرفا.

فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام فزوجه رسول الله. صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش فلما طلقها تزوجها النبي. صلى الله عليه وسلم فتكلم المنافقون في ذلك وقالوا تزوج امرأة ابنه فنزل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الاحزاب: ٤٠] وقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الاحزاب: ٥] فدعي يومئذ زيد بن حارثة.

وعن محمد بن الحسن بن اسمة بن زيد عن أبيه قال كان بين رسول الله. صلى الله عليه وسلم وبين زيد عشر سنين رسول الله. صلى الله عليه وسلم اكبر منه وكان زيدا رجلا قصيرا آدم شديد الأدمة في انفه فطس وكان يكنى أبا أسامة وقال الزهري أول من أسلم زيد.

قال أهل السير وشهد زيد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر واستخلفه رسول الله. صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إلى المر يسيع وخرج أميراً في سبع سرايا ولم يسم أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن باسمه غيره.

وكان له من الولد زيد هلك صغيرا ورقية أمهما أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط واسامة أمه أم ايمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقتل زيد في غزوة مؤته في جمادى الأولى سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين سنة.

عن خالد بن سمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي. صلى الله عليه وسلم قال فجهشت بنت

<<  <  ج: ص:  >  >>